اهلا وسهلا

اهلا بكم في مدونتي هذه ومروركم العطر ينيرها ويثريها بلا ادنى شك , وارجو ان تجدوا كل ما هو مفيد . وارحب بكم بالانضمام اليها والمشاركه فيها

الثلاثاء، مارس 04، 2014

الخطاب الديني وضرورة السيطرة عليه من قبل الدولة!

لفت نظري اليوم خبرا قرأته على بعض المواقع الالكترونية وهو ان مصر تسعى للسيطرة على الخطاب الديني, وقد يكون هذا الخبر غير مرضي للبعض او محل انتقاد الكثيرين , وانا ارى فيه خطوة ايجابية جدا لا بل انه اصبح متطلبا ضروريا خاصة في مثل هذه الظروف التي يعاني العالم العربي قبل غيرة الكثير الكثير من المشاكل الفكرية والعقائدية واستغلال عواطف عامة الناس واللعب بافكارهم لا بل قد يصل الحال الى غسيل عقول البعض والباسهم ثوبا متطرفا وفرض نظرية رفض الغير على افكارهم وسلوكياتهم وبما فيه من تشويه كبير للعقيدة وتاكيد النظرة السلبية عند الاخرين لديننا السمح ونحن بامس الحاجة الى اعطاء صورة بيضاء نقية سليمة وصحيحة عن تعاليم ديننا الحنيف ونشر صورة الاسلام الحقيقية   .

نعم نحن بامس الحاجة الى السيطرة على الخطاب الديني وتوجيهه بطريقة سليمة وعدم ترك الامر للشخص المرسل يلقن المتلقين بافكاره وفكره وتوجهاته حسب ما يرغب او حسب ما يطلب منه ان يوصله من قبل جماعته او حزبه وبما يخدم مصالحهم واهدافهم وتوجهاتهم فقط , وقد شاهدت شخصيا الكثير الكثير من هذه الحالات وقد انتقدت في مقالات سابقة هذا الخطاب الموجه توجيها سلبيا وبما يخدم جماعة دون الالتفات الى مصلحة الوطن العليا وهي الاهم .

ان تاثير الخطاب الديني اكبر بكثير مما نتصور وخاصة على تلك الفئة من الناس التي يجذبها الخطاب الديني اكثر من غيره من الخطابات  فهو يخاطب عواطف الناس ومشاعرهم الدينية وهي مسالة حساسة جدا سيما وان التدين اصبح سمة بارزة في مجتمعنا الحاضر, وهو اسرع الطرق الى قلوب الناس وعقولهم وبالتالي التحكم بفكرهم وسلوكياتهم .

نعم الجميع يقر بانه يجب على الخطاب الديني ان يتطور والا يبقى منغلقا ومنحصرا بامور العقيدة واصول الدين ويجب عليه ان يحاكي تطورات العصر وتطورات الظروف السياسية والاقتصادية والفكرية وغيرها , ولكن يجب ان يكون هدفه الاول والاخير هو خدمة المجتمع وليس خدمة جماعة او حزب , وهذا التطور لا يعني ان نستغل الدين في خدمة السياسة , هناك قضايا كثيرة جدا يجب على الخطاب الدين ان يركز ويتحدث بها , وهناك الكثير من المشاكل الاجتماعية والسلوكيات والاخلاقيات السلبية التي ظهرت في المجتمع وهي ما تستحق التركيز عليها قبل الحديث عن السياسة وقبل الترويج لحزب او جماعة وقبل التنديد بسياسات دول الجوار تجاه بعض الجماعات , وقد استمعت الى بعض الخطب وكانت كلها دعوات على احد رؤساء الدول , فهل هذا ما حضرت لاستمع اليه يوم الجمعة ؟ وهل هذا هو الخطاب الديني المطلوب ؟ وهل هذا الموضوع يستحق ان يكون موضوع خطبة يوم الجمعة  !؟ والموضوع ليس مقتصرا على خطبة يوم الجمعة بل ان الموضوع يتعلق بكل اشكال الخطاب الديني سواء كان برامج دينية على المحطات الفضائية او قنوات الاذاعة  او الندوات او حتى الكتابة والنشر .

يجب على الخطاب الديني ان يكون موجها لمعالجة بعض السلوكيات السلبية داخل المجتمع وتقوية الحس الوطني عند الفرد وتقوية انتماءه لوطنه وخدمة وطنه وليس العمل على تغذية التفرقة وخلق الفتن ورفض الغير لا بل ان البعض ذهب ابعد من هذا بكثير وذهب الى تكفير كل من يعارضه او يخالفه في الراي والامثلة على هذا كثيرة جدا واعتقد انه ليس من المناسب ذكرها في هذه المقالة وبالمناسبة هي معروفة للجميع ولا حاجة للتذكير بها او التذكير باصحابها .

قبل عدة ايام خرج معالي وزير الاوقاف وقال نحن لم نتدخل في خطبة الجمعة الا مرتين فقط , وقد كتبت تعليقا على كلامه على احد مواقع التواصل الاجتماعي وقلت لا بل يجب عليكم يا معالي الوزير التدخل في كل خطبة ويجب عليكم توجيه هذا الخطاب بما يخدم مصالح الوطن وليس ترك الامور لاهواء بعض الخطباء يتحدثون بما يريدون وبما يملى عليهم من قادة جماعاتهم في بعض الحالات , ان المطلوب الان واكثر مما قبل هو التدخل وبشكل مستمر في الخطاب الديني وتوجيهه وضبطه بما يخدم الوطن ويخدم وحدة الصف وليس التفرقة ومن يسيء استغلال هذا الخطاب فيجب علينا ايقافه فورا ومنعه من الخطابة.

وهذا بالطبع يتطلب من الدولة الكثير من العمل سواء في اعداد من هو مؤهل للخطابة بالناس او تأهيل من يعمل في هذا المجال او خلق المعاهد التي تخرج خطباء متمكنين من الخطابة وغير موجهين وغير مترجلين في الخطابة وكذلك لا بد من الرقابة على هذا الخطاب وعدم تركه لرغبات الخطباء .

ليست هناك تعليقات :