سألني العديد من الصديقات والاصدقاء ابو طارق ما سر هذا الاقبال الكبير على الترشح في اي انتخابات ، وخاصة ترشح بعض الاشخاص متدنيي التعليم وممن لا يملكون اكثر من شهادة الابتدائي او الاساسي !؟.
وفي الحقيقة ان هذا الامر واضح جدا خاصة في التجمعات الصغيرة والقرى تحديدا مع عدم الحصر !
في الحديث عن اسباب الترشح لا بد لنا ان نلقي نظرة على اسماء المرشحين في الانتخابات النيابية والانتخابات البلدية وحديثا انتخابات اللامركزية او مجالس المحافظات ، فنجد ان هناك من يحمل شهادة الدكتوراة وهناك من يحمل شهادة الماجستير وهناك من يحمل شهادة البكالوريوس والدبلوم وهناك من يحمل شهادة الثانوية او الاعدادية وحتى شهادة الاساسي او الابتدائية .
ومع يقيني التام بان الشهادة ليست كل شيء الا انها ضرورية جدا لمن يشغل منصب عام فهي ضرورية للمشرع وضرورية لمن يخدم المجتمع ولمن يخطط للمشاريع كما يخطط ويشرع القوانين .
نعود للدوافع والاسباب التي تدعو الشخص للترشح في هذه الانتخابات !
شخصيا استطيع تقسيمهم لعدة فئات:
فئة تريد ان تخدم المجتمع والوطن ولديها القدرة والكفاءة على ذلك ولكنهم قلة قليلة جدا .
فئة اخرى تلهث خلف الجاه والوجاهة وتبذل الغالي والنفيس من اجل تحقيق هذا الهدف وقد تكون هذه الفئة من حملة الشهادات العالية او ممن شغلوا مناصب عالية في الدولة وقد يكونوا من حملة شهادة الاساسي او الابتدائي او حتى الاميين الذين لا يقرأون ولا يكتبون .
فئة ثالثة هدفها من الترشح هو التخريب على بعض المرشحين وتشتيت وتفريق الاصوات لا يرجون الفوز ولا يتوقعون حصولهم على اكثر من ٦ اصوات وكل همهم هو عدم فوز المرشح فلان .
وفئة رابعة هدفها اخبث من هدف الفئة الثالثة ، حيث ان الطمع هو المحرك الرئيس والدافع الرئيس للترشح ، يطمعون ان يأتي اليهم احد المرشحين الاثرياء ويعرض عليهم مبلغ من المال من اجل الانسحاب من الترشح وبالتالي كسب الاصوات التي كانت ستذهب لهذا او لهذه المرشحة واركز على كلمة هذه المرشحة ، واجزم انه او انها ستقبل باي مبلغ من المال وسيعلن او تعلن عن انسحابها وقد وضع او وضعت مبلغا من المال في جيبها او جيبه وهو المطلوب .
وهنا وقبل ان اطالب الدولة بضرورة اعادة النظر في شروط الترشح وضرورة اشتراط الشهادة حسب نوع ومستوى الانتخابات برلمانية او لامركزية او بلدية ، قبل مطالبة الدولة بوضع هذا الشرط ، اطالب الناخب بان يحكم عقله وحكمته وان يطالع ثقافة المرشح قبل ان يطبل ويتراقص له ويمجده ويصفه بكلمات واوصاف هي بعيدة عنه بعد السماء عن الارض .
لنحكم عقولنا وثقافتنا وفكرنا ما الذي يستطيع ان يقدمه هذا الذي لا يحمل اكثر من شهادة الابتدائي الذي لا يجيد كتابة جملة مفيدة ولا يجيد كتابة بيانه او شعاره الانتخابي !
لنحكم عقولنا وثقافتنا وفكرنا ما الذي نتوقعه من شخص كل هدفه هو الجاه والوجاهة وقد يكون متكبر متعال متعجرف قبل الترشح بيوم ويوم الترشح يصبح الاخ والابن المتواضع والخادم لابسط مواطن ، والذي ان فاز يعود كما كان لا بل يزداد تعال وتكبر وعجرفة !
لا اريد ان اتحدث عن المال السياسي وعن الانفس المريضة التي تستغل ثراءها في شراء ذمم الناخبين وسرقة اصواتهم ، ولا عن الانفس المريضة لبعض الناخبين الذين يبيعون ذممهم واصواتهم لا بل كرامتهم مقابل مبلغ من المال او هدية او كرتونة مواد غذائية .
لنتقي الله في انفسنا اولا
ولنتقي الله في وطننا ثانيا
وننتخب من يستحق الانتخاب ومن يملك القدرة والنية لخدمة وطننا الحبيب وخدمة المواطن، بعيدا عن العصبية القبلية وبعيدا عن الاغراءات المادية وبعيدا عن تشييخ فلان وعلان !.
حمى الله الوطن
وحمى الله قائد الوطن
ووفق الله كل صادق مخلص للوطن
وسحقا لكل من يسعى لتحقيق مصالح شخصية في هذه الانتخابات .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق