حمرا حمد - ساحة للخطابات والمسيرات

الجميع يعاني هذه الفتره من كثرة المسيرات والاعتصامات والمهرجانات الخطابيه الكثيره والمستمره والتي يبدوا انها لن تنتهي على المدى القريب واجزم ان العديد منا قد عانى من هذه الحراكات وازعجته سواء خلال سلوكه طريق وفجأه يجد بان الطريق مغلق او يوجد به مسيره . وهو شعور سيئا جدا لا احد منا يتمنى ان يمر به .او حتى يكون قد انزعج من قراءة ما قد حصل نتيجة لتلك المظاهرات او المسيرات في مختلف المناطق فنحن شعب عشائري وعاطفي نحس باحساس غيرنا ونشعر معهم ونعاني مما يعانونه . فمثلا انا اقطن عمان ولكن عندما اسمع خبرا باغلاق طريق في الجنوب او في اقصى الشمال فان ذلك يزعجني جدا واحس بانني انا من يعاني من هذه التصرفات رغم بعدي عنها .

وتجنبا للاحتكاكات والمصادمات او المواجهات التي قد تحصل  بين هذه الفئه وتلك او بين المعارض والموالي فقد خطرت لي فكره اعتقد انها تناسب الجميع وتحقق الهدف للجميع . دون ان يتعدى احدا على حقوق وحريات غيره , فهذا يخرج براحته وبكل حريه يلقي خطاباته الروتينيه والمكرره والتي يعشقها ومتعطش لها ويرغب في فرض سماعها على غيره . وفي نفس الوقت لا يزعج الطرف الاخر بما يقول ويفرض عليه تحمل هذا الحمل الثقيل وهو سماع امورا يعتبرها تثير الفتنه او انها تصب في مصلحة الاعداء وتغذي الفتنه . ولا يرضى على نفسه ان يستمع لها .

وتجنبا لكل ذلك اقترح تخصيص مساحه مناسبه في منطقة "حمرا حمد" وهي منطقه صحراويه تقع على طريق الازرق , وهي ليس ببعيده ومناسبه جدا لمحافظات الوسط والشمال , اما بالنسبه لاخواننا في محافظات الجنوب فيمكن اختيار منطقه في صحراء القطرانه مثلا او في منطقة وادي رم وهي منطقه جميله جدا تتمتع بمناظر خلابه تريح النظر وتبهج النفس .


 وان نقوم بتعبيدها او تبليطها ببلاط مناسب لهذه الغايه وفرشها بالسجاد ان امكن , ومن يريد ان يلقي خطابا او يعمل مهرجانا خطابيا او يسير في مسيره , ما عليه سوى استئجار باصات وتحميل محبيه ومحبي سماع خطاباته الى هذه المنطقه , وهو بالامر اليسير  واجزم ان الحكومه سوف تقوم ببناء "بركس" او صاله مكيفه ومزوده بالكراسي والطاولات والشراشف البيضاء والميكروفونات الحديثه  واجهزة عرض "داتا شو" وكل التسهيلات المطلوبه ,من اجل راحتهم وخلق اجواء مناسبه للخطابات والمهرجانات مع وضع برادات الماء والمكيفات وماكنات العصير السريع وماكنات القهوه والكابتشينو وغيرها . مع عمل مساحات مكشوفه معبده بمساحات مختلفه تصلح للقيام بالمسيرات , وقد نوفر خدمة الاقمار الصناعيه كي تبث النشاطات بثا حيا ومباشرا الى دول العالم المهتمه والمتابعه لهذه النشاطات مثل امريكا وبريطانيا وفرنسا والمانيا وايران وتركيا واسرائيل وغيرها من الدول صاحبة الاختصاص , ولن تاخذ الحكومه اجرا جراء استخدام هذه الصاله او الساحات . وبذلك لن نكون مضطرين الى فرض واجبات اضافيه على اجهزتنا الامنيه خلال ايام العطل الرسميه والتي يحلو لمعظم الجماعات والتيارات ممارسة نشاطاتهم خلالها .


نقطه اخرى مهمه جدا يجب علي ان اذكر بها وهي امكانية عمل مكاتب ارتباط او مساكن لمن يرغب ان يكون مقيما في الموقع , او لمن يرغب ان يكون له مندوب دائم في الموقع , ليطلع عن كثب على كل نشاطات الموقع ويبقى على اتصال مع نشطاء الموقع  ولا يريد ان يتعب نفسه ذاهبا وعائدا الى "حمرا حمد" , ولكن هذا البند يجب ان يكون مدفوع الاجر.  من خلال عقود سنويه او نصف سنويه وتدفع مقدما حتى نلزمه بالاستمرار وان لا يبقى لديه اي موضوع الا ويتكلم به , ولا يغادر المنطقه الا بعد ان يفرغ كل ما في جعبته من افكار وخطابات , او بعد ان ينهك جسده من كثرة المشي في المسيرات . 

وفي هذه الخطوه نحقق فوائد متعدده تتجاوز تلافي المصادمات بين اصحاب وجهات النظر المختلفه  ونكون قد افدنا اصحاب الحافلات مثلا من خلال نقلهم لهواة سماع الخطابات والمشاركه بالمسيرات , وقد يتم احياء المنطقه كلها هناك من خلال عمل بعض الاكشاك ومطاعم الوجبات السريعه وخدمات "الاوفست" للطباعه القديمه  وخدمات الطباعه الحديثه والتصوير بانواعه  وخدمات الانترنت من اجل تصوير اوراق الخطابات وتوزيعها على المشاركين , وارسالها الى المواقع الاخباريه المحليه والاجنبيه فورا ودون تاخير لاهميتها الكبيره  . واعتقد انها ستخلق مئات فرص العمل لكثير من الشباب الذين يعانون من البطاله . فهي مكسب للجميع وستكون مصدر رزق لعدد من الشباب .

وبعد ذلك يصدر قانونا يمنع منعا باتا ممارسة اي نشاط سياسي من هذا النوع من النشاطات , واقصد هنا المهرجانات الخطابيه والمسيرات والمظاهرات والاعتصامات لاي جماعه او تيار او حزب , الا في هذه المنطقه فقط , ونضع عقوبة مغلظه على كل من يخالف هذا القانون , ودعني اسميه بالقانون العصري الذي يلبي متطلبات هذه المرحله  ويتناسب معها وينسجم مع متطلبات ورغبات نجومها . 


قد يعتقد البعض انني كتبت هذا من باب الدعابه او الهزل او الاستخفاف بالموضوع ولكن في الحقيقه انني كتبته وانا جاد جدا في طرح هذه الفكره وراجيا من المسؤولين ان يفكروا في هذا الموضوع وعمل دراسه بسيطه لهذا الاقتراح واعتقد انها سوف تخفف كثيرا مما يزعجنا كل نهاية اسبوع .