اهلا وسهلا

اهلا بكم في مدونتي هذه ومروركم العطر ينيرها ويثريها بلا ادنى شك , وارجو ان تجدوا كل ما هو مفيد . وارحب بكم بالانضمام اليها والمشاركه فيها

الثلاثاء، يناير 21، 2014

حول رؤية كيري لحل القضية الفلسطينية !

رغم سرية ما يجري بالمفاوضات المتعثرة بين الاخوة الفلسطينيين وبين الاسرائيليين وبالرعاية الامريكية المنفردة ورغم سرية رؤية واقتراحات الادارة الامريكية التي يقودها وزيرهم كيري الا ان هناك بعض المواقع الاعلامية وبعض المحليين والمهتمين بهذا الشأن تنبأوا ببعض منها وتم نشره على الكثير من المواقع الاعلامية ووسائل الاعلام الاخرى و ولكن وكما يقول المثل العام ما فيه رماد من غير نار , اعتقد ان هذه التنبؤات بها من الصحة بعض الشيء.

تم تسريب او التنبؤ بعدة نقاط من مقترحات الوزير كيري ومنها موضوع العودة ,عودة اللاجئين الفلسطينيين من دول الشتات وموضوع مبادلة الاراضي وموضوع الاعتراف بيهودية الدولة الاسرائيلية وغيرها من النقاط , وانا هنا لن اتحدث عن كل النقاط , فموضوع مبادلة الاراضي موضوع يهم الاخوة الفلسطينيين ربما وحدهم وربما يهمهم بالدرجة الاولى قبل غيرهم من الدول العربية , واما موضوع الاعتراف بيهودية الدولة الاسرائيلية فاعتقد ايضا انه  ربما من المبكر جدا البحث في هذا الموضوع طالما ان المفاوضات لم تحقق شيئا لغاية اللحظة للاخوة الفلسطينيين وليس من الحكمة والعقل تقديم هذه المنحة لاسرائيل وبالمجان , وقد يكون من المناسب جعل هذه النقطة في ذيل المقترحات وبعد ان تنجز تلك المفاوضات شيئا للفلسطينيين وتصل المفاوضات الى مرحلة متقدمة جدا وبعدها يمكن ان يطرح هذا الموضوع .

 لن اتحدث كثيرا عن كل المقترحات وساختصر حديثي على موضوع عودة اللاجئين كون هذا الموضوع يهم ويخص كل الدول العربية خاصة تلك التي استقبلت اللاجئين الفلسطينيين ويعيشون على ارضها كلاجئين لفترة مؤقتة ريثما يتم حل قضيتهم واصر هنا على استخدام مصطلح "لاجئين" فقط وليس لاجئين سياسيين كما يحاول البعض تشويه الحقائق ووصفها بغير مكانها .

لقد جاءت مقترحات كيري معممه جدا ومطاطة جدا وبالطبع ان مطاطية تلك المقترحات جاءت على حساب الاخوة الفلسطينيين وعلى حساب الدول التي استقبلت واستضافت اللاجئين ولم تمس او حتى لم تقترب من مصالح اسرائيل , وقد كانت هناك اربعة مقترحات الاولى منها بقاء اللاجئين في دول الشتات مع تعويض لا نعرف حجمه حتى اللحظة او عودة اللاجئين الى الضفة الغربية بعيدا عن الاراضي التي احتلت عام 48 كون ان اراضي ال 48 اصبحت لا نقاش عليها واصبحت من المسلمات بانها لاسرائيل ومنذ زمن بعيد او تجميع اللاجئين في دولة ثالثة مع التعويض .

 واخر المقترحات في هذا الموضوع واعتقد انه مثير جدا للسخرية هو ان يتقدم اللاجئون الفلسطينيون ممن يريدون العودة الى اراضيهم التي احتلت عام 48 بطلب العودة الى السلطات الاسرائيلية ويتم دراسة الطلب من قبل السلطات الاسرائيلية والرد على هذه الطلبات حسب التشريعات والقوانين الاسرائيلية , واعتقد ان هذه النقطة بالذات جاءت من باب حشو الكلام لا اكثر ولا اقل او التزيين البشع لتلك المقترحات كون ان الجواب على هذه الطلبات معروف جدا لنا وللفلسطينيين ومنذ ستين عاما .

اعود الى الفقرة التي اقترح بها السيد كيري تجميع اللاجئين في دولة ثالثة , واستغرب من هذا الطرح كثيرا وتمنيت لو انه كان ادق بالتعبير واسمى هذا المقترح بخلق وطن بديل او تنفيذ رغبة اسرائيل في خلق وطن بديل للاجئين , ونسي انه لا الدول العربية ولا الفلسطينيون يقبلون اصلا بفكرة الوطن البديل وهي اشبه بالسم القاتل للدول العربية وللفلسطينيين انفسهم , لما في ذلك من ظلم كبير ولما في ذلك من حرمان من كثير من الحقوق لابناء وطن , حرمان من جنسيتهم وحرمان من العيش في وطنهم الام , هؤلاء خلقوا فلسطينيون ومن ابسط حقوقهم العيش في وطنهم فلسطين لا خلق وطن بديل لهم والاقبح في الموضوع هو لمصلحة من هذا الظلم وهذا الحرمان وما الذنب الذي اقترفوه هؤلاء اللاجئون حتى يحرموا من العيش في وطنهم و وهل هذا تاكيدا ودعما لسياسة التهجير التي اقترفتها اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني وتكريسا له !؟

ان من حق الفلسطينيين ان يعودوا الى وطنهم والى ارضهم والى بيوتهم التي تم تهجيرهم منها مع التعويض عن الاضرار التي لحقت بهم طيلة هذه السنين التي مرت وهم مهجرون من بيوتهم .

ولكن وبالرغم من كل هذا الذي كتبته اتساءل كم من الاخوة الفلسطينيين سيعودون طواعية لا اجبارا الى وطنهم سيما وان الكثير منهم اصبحوا اصحاب عقارات ويملكون من المصالح والعقارات الكثير الكثير في معظم دول الشتات , ربما البعض وليس الكل ممن يعيشون في المخيمات هم فقط من ينتظرون اقرار حق العودة وربما الكثيرون منهم ينتظرون التعويض اكثر من العودة .

على اية حال تبقى تلك تنبؤات او تسريبات وحتى ان صحت تبقى كلها مقترحات واشك كثيرا بنجاح مساعي كيري واشك كثيرا بنجاح رؤية كيري بحل القضية الفلسطينية ولعل ابرز ما يغذي ويدعم شكوكي هو الهجمة الشرسة التي شنتها القيادة الاسرائيلية على شخص كيري ومقترحاته .

واخيرا اقول اننا لست بحاجة الى كل هذا التهويل وكل هذا التأويل وكل هذا التخوف الذي يحاول البعض اثارته في وطننا الحبيب ولست بحاجة الى الإصطياد بالماء العكر , ولطالما اعلنها سيد البلاد حفظه الله ورعاه وبصوت عال واضحا ومسموعا وللجميع داخليا وخارجيا ان الاردن لن يكون وطنا بديلا ولا يمكن ان يكون كذلك , وكلنا ثقة بكل كلمة ينطقها قائد البلاد .


ليست هناك تعليقات :