حقيقة تفاجات كثيرا بما قال سيما وان ذلك الشخص الذي ينوي تاسيس الحزب هو بنفس قدر هذا الصديق من عدة اوجه , ولكنني طرحت عليه سؤالا وهل ستكون لك مكانة في الحزب امين عام او امين سر او رئيس لجنه او ناطق اعلامي ام انك ستكون احد الزقيفة او المطبلين والمشجعين له في الحزب , للاسف كان جوابه لا مجرد عضو بسيط , وسالته عن اهداف ذلك الحزب ونظامه الداخلي وتوجهاته . للاسف لم يكن يعرف شيئا عنها وان ما يهمه فقط هو ان يكون عضوا في حزب هذا الشخص واكرر كلمة هذا الشخص , لان هذا كل ما يهمه من الموضوع ان يتبع هذا الشخص , بغض النظر عن اهدافه وسياساته . فقلت له انا اسف جدا لا استطيع ان اكون كذلك ولا اقبل ذلك لنفسي . فكرت قليلا بعد ان غادر وقلت لنفسي ربما يكون محقا , كونه لا يمكن ان يكون الجميع رؤساء احزاب لا بد ان يكون هناك من هو رئيس وان يكون هناك اعضاء وهذه سنة الحياه .
نعم هناك من يبحث عن شخص ليكون تابعا له , ليحتفل ويتغني بانجازاته مهما كانت توجهاته واهدافه ونظرياته في هذه الحياه . ربما طمعا في تحقيق شهرة منقوصه بمعية ذلك الرجل الذي بنى امالا كبيره عليه . ربما لسمعته او لشهرته او لاي سبب اخر وربما طمعا ماديا , وكلها اهداف ضيقة الافق بنظري . وبالمقابل هناك اناس يبحثون عن من يتبعهم ليمارسوا عليهم فن القياده وفن الشيخة , من اجل تحقيق هدف قد ضمره في نفسه . وهم بالمناسبة يتقنون فن الضحك على الذقون , وخدعة الناس بكلماتهم المعسولة , وقد يكبرون الصغير ويصغرون الكبير بكلامهم , ويصورون لك الامور بصورة لم تكن لتحلم فيها , وقد ينفقون اموالا كثيره في سبيل اقناعك او الحصول على تبعيتك لهم , ولكن كل ذلك يتم قبل ان تنخرط خلفهم اوقبل ان تنتخبهم وتكون في اسفل قاعدة الهرم الذي بناه لنفسه , وبعدها ترى انك مجرد رقم بسيط فقط اسهم في ايصال هذا الشخص الى مبتغاه , وان هدف ذلك الشخص لم يتعد مصالحه الشخصية , ولم تكن انت الا درجة من الدرجات التي ساعدته الى الوصول الى هدفه الشخصي بامتياز , وتحقيق ما كان بنفسه ان يحققه على حسابك وحساب غيرك من البسطاء .
نعم ان طبيعة وسنة الحياة تفرض ان يكون هناك رئيس ومرؤوس وقائد وفرد ورئيس ونائب رئيس وعضو . ولا احد يستطيع ان ينكر او يجحد هذه النظرية . ولكن علينا ان نكون دقيقين جدا قبل ان نقحم انفسنا في امور نجهلها , ونمشي خلف رئيس حزب او رئيس تيار او جماعه او حتى في رابطه لا نعلم عنها شيء الا احضار ورقة عدم المحكوميه والتوقيع على ما اتفق عليه الاخرون دون ان نعرف شيئا عنها.
علينا ان نفكر كثيرا وندرس الموضوع بتاني ونفقه ونعرف اهداف ذلك الشخص ومخططاته ووجهات نظره , فان وجدت نفسك متفقا معها ويناسبك ذلك الوضع فلا باس في ذلك . اما ان تسير مع السائرين وتصفق مع المصفقين , وانت لا تعرف شيئا عن الزفة فهنا المصيبة وهنا التبعية العمياء لغيرك بعينها , وهنا تحط من قدرك ومن قيمة عقلك .
في الختام اقول رحم الله امرىء عرف قدر نفسه فلا يحط من قدره وقيمته , ويصبح بوقا لغيره او يكون درجة يصعد عليها غيره من اجل هدف شخصي وهو لا يعلم . ورحم الله امرىء لا يعيش في خياله الواسع يستغل البسطاء ويخدعهم , لاكبار نفسه عن غيره او على حساب غيره من اجل مصلحة شخصية , كمن يقف على جبل عال وبعيد يرى الناس صغارا ولا يعرف انهم يرونه صغيرا ايضا , الا من يعاني من خلل في بصره.
هناك 3 تعليقات :
كلام رائع ويمس الواقع بشكل كبير.
أما الذين يبحثون عن أتباع فهم المتكبرون وهاؤلاء حالهم كحال الذي يقف على جبل مرتفع يرى الناس صغاراً وهم يرونه صغيراً.
وأما المتتبعين الفاشلين فهم ينقسمون إلى قسمان :قسم يفكر دون تنفيذ ، وقسم ينفذ دون تفكير.
شكراً أستاذ زياد على هذا الكلام الرائع وإلى الامام
اشكرك جدا سيدي على التعليق, وكلماتك رائعه جدا, وهذا في الحقيقه واقع نعاني منه في حياتنا اليوميه, وتلاحظه في موقع تويتر بشكل كبير جدا فهناك نوعيه تعتبرر انفسها هي الاعلم والاعرف بكل شي وهناك من يصدقهم ويلهث خلفهم.
عندما عزل عمر بن الخطاب خالد بن الوليد عن قيادة جيش المسلمين ترك خالد القيادة لابو عبيدة و اظهر اخلاصاً للجيش كما لو كان ما زال هو القائد, فتعجب منه ابو عبيدة فأجابه خالد: إنما أفتح الشام لله، لا لعمر بن الخطاب ..
و في كل فكرة هناك قيادة و جنود همهم الاول هو اعلاء الفكرة, و بلا تكامل الادوار لن تقوم لفكرة قائمة
إرسال تعليق