قبل ايام نشر احد الاصدقاء صورة يظهر بها شخصان محسنان - ان جاز التعبير وان جازت تسميتهم بذلك - وهما يقدمان كرتونة مساعدات لاحدى العائلات المستورة ، ويظهر في الصورة فتاة صغيرة ربما لا يتجاوز عمرها ال ١٤ عام وهي تحاول ان تحمل هذه الكرتونة وتدخلها للبيت .
ويبدو ان تلك الفتاة اكتشفت ان هناك كاميرا تصورها كاميرا توثيق الصدقات ، فقامت بوضع يدها على وجهها خوفا من ان تعرف ، خوفا من ان يعرف عنها جيرانها او من يعرفون عائلتها ، لانها عائلة مستورة وتخجل ان تمد يدها للناس وتخجل ان يعرف الناس انها تقبل الصدقات ، لانها عائلة عزيزة النفس رغم العوز الشديد .
وقفت كثيرا عند هذه الصورة وتساءلت :
كيف كانت مشاعر هؤلاء ااذين يسمون بالمحسنين عند مشاهدة تلك الطفلة وهي تغطي على وجهها خوفا من ان تفضحها كامرة هؤلاء المحسنين !
لانها تعتبر نشر صورتها وهي تقبل الصدقات فضيحة نعم تعتبرها فضيحة لانها عزيزة النفس وترفض ان يعلم الناس فقرهم وحاجتهم !
تساءلت كيف كان شعور هؤلاء المحسنون وهم يشاهدون تلك الطفلة تغطي على وجهها خوفا من ان تفضحها كامرة هؤلاء المحسنين !
انا اجزم انهم استاءوا كثيرا عندما شاهدوها تغطي على وجهها !
انا اجزم بانهم استاءوا من منظرها !
ولم يستاءوا من فعلتهم القبيحة الشنيعة بحق هذه الطفلة وبحق هذه العائلة التي كانت مستورة قبل صدقتهم !
وقفت كثيرا وقلت لماذا خرجت تلك الطفلة لاخذ الصدقة ولم يخرج الرجل او المرأة او اي شخص بالغ ان كان هناك بالغين في هذه العائلة المستورة !
اعتقد انكم تفكرون بما افكر به انا
واعتقد لا بل اجزم انهم طلبوا من الطفلة ان تأخذ الصدقة لانهم يخجلون ان يمدوا يدهم ويقبلوا الصدقات ولكنهم يحتاجون لها ولا يستطيعون رفضها لحاجتهم الماية لها وقرروا ان تخرج الطفلة كي لا ينحرجوا هم امام من يسموا بالمحسنين !
وقفت كثيرا عن مشاعر تلك الطفلة التي افلتت كرتونة المساعدات او الصدقة من يدها لتغطي وجهها خوفا من تلك الكاميرا اللعينة ، كاميرا المحسنين، كاميرا تصوير الصدقات، كاميرا فضح العائلات المستورة ، التي كانت تلتقط لها صورة وهي تحمل تلك الصدقة التي اعتقد انها لم تبق صدقة !
وقفت كثيرا وقلت :
انا اجزم لولا ان تلك الفتاة وعائلتها بامس الحاجة لتك الصدقة لرمتها بوجه من قدمها لها ولطردتهم هم وصدقتهم وكاميرتهم اللعينة مضيعة الصدقات .
لطالما كتبنا عن هذا الموضوع طيلة السنوات الماضية
ولكن يبدو ان السعي خلف الشهرة وحب الظهور لاسباب الله اعلم بها اقوى من دعواتنا واقوى من كل ما يحض على ان تكون الصدقة سرية والا تعلم اليد الشمال عما انفقته اليد اليمنى !
وقد بات المحسنون يقلدون الفنانات العالميات عندما يزرن مخيمات اللاجئين
الناس تعتقد ان الزيارة لدعم اللاجئين والفنانة تحسبها صعود درجة في سلم شهرتها .
ظاهرة كريهة جدا ومقززة نتمنى ان تتوقف فورا في بلدنا الحبيب
بلد النشامى بلد الكرم والنخوة !.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق