رحلة استصدار البطاقة الذكية
اليوم قررت الذهاب للاحوال المدنية من اجل استصدار البطاقة الذكية ولسببين :
اولهما : انني اردت استصدارها قبل حلول شهر رمضان المبارك لانه لا قدرة لي على الوقوف والانتظار طويلا وانا صائم .
وثانيهما : انه لم يبق الوقت الكثير قبل انتهاء المدة التي حددتها حكوماتنا الرشيدة كآخر موعد لصلاحية البطاقة القديمة التي بالمناسبة لم يمضي من عمرها سنتين .
فقت مبكرا قليلا عن الموعد المعتاد واخذت دشا باردا حتى يعطيني مزيدا من النشاط عل وعسى ان استطع تحمل المشقة وانجاز تلك المهمة الصعبة .
وبالفعل ذهبنا الى مكتب احوال صويلح وصعدت الدرجات كون انني اخاف استخدام المصعد الكهربائي بسبب ما سمعته عن بعض حوادث المصاعد وما حصل معي في احدى المرات في مجمع طبي .
وكالعادة وجدت كتبة الاستدعاءات على المدخل والكل يريد ان يخدمني وان يعبئ الطلب لي معتقدا انني امي لا اقرأ ولا اكتب رغم انني كنت ارتدي بدلة رسمية كنت قد اشتريتها من بريطانيا وارتدي ربطة عنق حمراء كي تعطيني قليلا من الهيبة كون اللون الاحمر يعبر عن الخطر طامعا ان يعتبرني كل من يشاهدني بانني شخص مهم او خطير.
وكل هذا من اجل النجاح في انجاز تلك المهمة العصيبة جدا بوقت معقول .
ذهبت لموظف الاستقبال واخذت الطلب وقمت بتعبئته واعدته للموظف حتى يعطيني ورقة للدور وبالفعل ضغط على جهاز الدور وكان نصيبي الرقم ٤١٤
نظرت الى الشاشات كي اعرف كم شخص امامي فوجدت ان صاحب الدور في تلك اللحظة هو صاحب الرقم ٣٤ .
وهذا يعني ان هناك ٣٨٠ شخصا قبلي وسبقوني بالدور وعلي انتظار انجاز معاملاتهم !.
صفنت قليلا وكثيرا وطويلا ...
ونظرت لساعتي فاذا بالساعة حوالي ال ١١ وقلت لنفسي اذا كان هذا هو الانجاز انجاز ٣٤ معاملة خلال ٣ ساعات اي بمعدل ١٠.٤ معاملة في كل ساعة فمتى سيلحقني الدور !؟.
وبما انني اعشق الرياضيات وددت ان احسبها بكل دقة
٣٨٠ \١٠.٤= ٣٦ ساعة يعني بدي حوالي ٥ ايام حتى يصلني الدور !.
شاهدته رقم مرعب جدا وقررت ان اذهب الى مكان آخر عل وعسى ان تكون الازمة اقل !.
ركبت السيارة وتوجهت لمكتب الفحيص بعد نصيحة بعض الصديقات .
ذهبت لهناك وعند وصولي للساحة لم اشاهد الكثير من السيارات فتنفست عميقا تنفس الصعداء .
دخلت هناك واذا بدور طويل جدا لكنه لست بطول الدور في مكتب صويلح .
ولكن هناك كان الأمر والاقسى من طول الطابور او الدور في مكتب صويلح وهو انه لا يوجد ماكنة للدور ولا يوجد جهاز مناداة لصاحب الدور !.
يعني لازم تتمسمر بالطابور حتى يصلك الدور
وان اضطررت لاستخدام الحمام راح عليك الدور وقد يكون من الافضل لك ان تعملها على حالك أهون من ان تخسر دورك في طابور استصدار البطاقة الذكية .
بعد ٥ ساعات انهيت المهمة ...!.
بعد خمس ساعات انهيت اجراءات استصدار البطاقة الذكية ولم احصل عليها ولم يتم استخراجها ... !.
جهاز واحد فقط لديهم واقصد الكاميرا وجهاز بصمة العين وبصمة العشر اصابع مكرر تبصيم بعض الاصابع .
واخبرونا بانه يمكننا الحضور في الغد من اجل الحصول على البطاقة ويفضل الحضور بعد الساعة العاشرة ..!.
لماذا لا يتم استخراجها بنفس اللحظة هذا الذي لم استوعبه !.
يعني بدك يومين بالتمام والكمال حتى تستخرج البطاقة الذكية !.
وبعد انتهاء رحلة اليوم الطويلة تذكرت ما كتبه رئيس حكومة سابق واشادته بالاجراءات الرائعة والسريعة لإستصدار البطاقة الذكية !
بالتأكيد لم يضطر دولته للوقوف بطابور لمدة ٥ ساعات مثلنا ولم يطلبوا منه العودة في اليوم التالي بعد الساعة العاشرة لاستلام البطاقة !
وربما جلس في مكتب المدير واحضروا له كل الاجهزة وهو يحتسي القهوة وخلال دقائق استصدرها ووضعها في محفظته وغادر !
واشادته بالاجراءات هي من باب الشكر ورد المعروف فقط !
اما انا فرأيتها اجراءات طويلة جدا لا سريعة ولا رائعة ابدا ابدا !.
على اية حال لن اقم بتوجيه النقد واللوم لأي احد !.
وسأترك لكم وللمعنيين بالموضوع التفكير بهذا وبنتيجة قراراتهم المتسرعة وغير المدروسة دون ان يجتهدوا وان يخدموا المواطن او ان يسهلوا عليه هذه العملية العصيبة بتحديد فترة استصدارها بهذه الفترة الضيقة
وكأن جميع مؤسساتنا جاهزة للتعامل مع البطاقة الذكية .
وهنا استذكر تصريح لوزيرة الاتصالات والتكنولوجيا حيث قالت بان الاردن سيتحول لحكومة لا ورقية بحلول عام ٢٠٢٠ .
اذا كنا عاجزون عن انجاز هذه المهمة وعاجزون عن الاستغناء عن كتبة الاستدعاءات فكيف للحكومة ان تقنعنا انه بمقدورها التحول لحكومة الكترونية كليا وستنهي كل المعاملات الورقية خلال ٣ سنوات !.
اما عن الحلول المقترحة لهذه العملية واقصد استصدار البطاقة الذكية فقد كتبت بعض الاقتراحات قبل اسابيع او اشهر ونشرتها على حسابي على موقع تويتر وموقع الفيس بوك .
اعتذر عن اعادة نشرها لان الإعادة ما فيها افادة .
نسيت ان اكتب ان الموظف طلب مني ان ابتسم بالصورة !
فقلت له :
وهل هناك ما يدعو للابتسامة بعد هذه الساعات من الانتظار !.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق