قبل عدة ايام كتبت مقال بعنوان - على الجميع ان يتحمل العجز في الموازنه - وبعيدا عن مسبباتها والاختلالات التي تسببت بها اقترحت ان على الحكومه البدء بنفسها اولا وتقليل النفقات العامه وتقييد حركة السيارات الحكوميه ومنع استخدامها لاغراض خاصه ، وقد سررت جدا بعد يومين او ثلاثه ايام ان قرر دولة رئيس الوزراء تكليف جهاز الامن العام بمراقبة حركة السيارات الحكوميه وحجز اي مركبه تخالف التعليمات او انها في واجب غير رسمي.
بالامس استمعت وشاهدت بكل اهتمام مقابلة الرئيس على شاشة التلفاز المحلي وقد اعلن عن نيته في اتخاذ قرارات نحن فعلا بامس الحاجه الى اتخاذها مثل الغاء بعض المؤسسات المتشابهه والتي وجدت اصلا من اجل ايجاد مناصب لبعض ذوي الذوات هذا بالاضافه الى دمج بعضها الاخر والغاء بعض الوزارات ودمجها في وزاره واحده وقد كان عدد الوزارات وعدد الوزراء لدينا امرا مثيرا للاستغراب وعدم قناعة المواطن العادي بان بلد صغير المساحه وتعداد سكانه لم يتجاوز الستة ملايين نسمه يوجد به ستة وعشرون وزيرا وقد غلبنا معظم دول العالم في تحطيم الرقم القياسي لعدد الوزراء الذي لم نكن يوما بحاجة الى هذا العدد المبالغ فيه.
على اية حال انا شخصيا رايت ان في هذه القرارات خطوات كثيره في الاتجاه الصحيح وخطوات سليمه في مسيرة الاصلاح واباركها وارجو ان تنفذ بحذافيرها وكما سمعتها من دولة الرئيس.
اعود الى الموضوع الاهم وهو تعديل او رفع الدعم عن المحروقات من اجل انقاذ الموازنه وقد قدم رئيس الوزراء شرحا كاملا ووافيا للوضع الاقتصادي في البلد وان فلسا واحدا لم يدخل الاردن كمساعدات من اي دولة عربيه هذا الغام وان حجم العجز وصل الى الحد الذي لايمكن ان يسكت عنه، اذا ما الحل ؟ هل نترك الامور على نظرية سارحه والرب راعيها ! ام ننتظر من حكومة نيكاراجوا ان تحل لنا مشكلتنا وتدعم الخزينه وتنقذ موازنتنا ؟.
تم اقرار رفع الدعم وما ان تم الاعلان عنه حتى تهافت التويتريون وغيرهم على التجييش والتحريض على النزول للشوارع والداخليه الذي اتمنى على الحكومه ان تحوله الى بركة ماء بحيث لا يكون هناك اي مجال للوقوف تحته او حوله في القريب العاجل , والغريب ان من اشرس المحرضيين والمجيشين على النزول الى الشوارع والاحتجاج هم من خارج الوطن اي مغتربون واجزم ان بعضهم لم يدخل البلد منذ اكثر من ثلاثين سنه.
وهناك من تباهى بنقل قناة الجزيره مباشر للاحتجاجات والخطابات والشعارات المرفوضه التي اطلقها البعض ، وكان شيئا دفينا في صدره قد تم تحقيقه من خلال تغطية قناة الجزيره لهذه الاحتجاجات.
كل هذا قد يكون مقبولا ولكن ما حصل في بعض المناطق هي امور مخزيه وقبيحه جدا ولا يمكن ان تمثل خلق الاردنيين ، هل اطلاق العيارات الناريه واغلاق الشوراع وحرق الاطارات وحرق محطات الوقود هو الحريه التي تصيحون بها على مكبرات الاصوات حريه حريه ولا اسمح لنفسي بتكملة هذه العباره القبيحه ، هل الحريه هي اطلاق العيارات الناريه بشكل عشوائي على رجال الامن والاعتداء على الممتلكات العامه والخاصه واعاقة الماره واغلاق الطرق مما اضطر رجال الامن الى اجراء تحويلات لبعض الطرق وقد تسبب هذا بالكثير من الازعاج لكثيرا من المواطنين.
ثم ما علاقة الحريه برفع الاسعار انتم اجتمعتم وحشدتم الحشود للاحتجاج على رفع الاسعار فما علاقة الحريه بهذا الموضوع؟ وقد اخذ التغني بها اكثر من نصف وقت وقفتكم واحتجاجكم؟ ثم ان من سمع شعاراتكم بالامس تيقن بانكم قد تجاوزتم كل حدود الحريات وتعديتم عليها.
بعدما قرات الكثير من الاخبار على الكثير من المواقع الالكترونيه لما حدث ليلة الامس، فقد استنتجت ان امرا واحد فقط قد يرضينا وهو ان نحرق الوطن ونحرق ممتلكاته وان تعم الفوضى في كافة مدننا وقرانا، وفي هذه الحاله سوف ننعم بالحريه المطلقه والعيش الرغد وياكل القوي الضعيف ولا يسمح لنا الا ان نسمع اصحاب الاصوات العاليه والجعجعات الفارغه واصحاب الشعارات الكريهه المثيره للفتنه والتي يغذيها اشخاص عمت قلوبهم الكراهيه والحقد على هذا الوطن .
حمى الله الوطن وقائد الوطن ، وقاتل الله كل من اراد شرا بهذا الوطن.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق