ساعدوا الاردن يا دول الخليج قبل ان تندموا كثيرا

لا انكر ولا احد ينكر ان اخواننا في دول الخليج لم يقصروا في دعم الاردن ومساعدته خلال السنوات الماضيه ونشكر لهم هذا الدعم والمساعده ، ولكن وللاسف في هذا العام العام الثاتي فيما يسمى بالربيع العربي او الخريف العربي او ما شئت اسميه للاسف توقفت تلك المساعدات بالكامل ولم يصلنا "مليم" احمر من اي دوله ورغم استغرابنا الشديد ودهشتنا من السبب والمغزى من هذا التوقف عن الدعم لا نود ان نخوض كثيرا ونبعد كثيرا في التنبوء والتحليل للدوافع والاهداف من هذا الاحجام عن مساعدة شقيقتهم الاردن التي لم تتوانى يوما عن المساهمه والعمل من اجل المصلحه العربيه ومن اجل الوطن العربي ولم تتقاعس عن القيام باي واجب عروبي ومهما كلفها ذلك وقد تمسكت بمبادئها العظيمه واثرت الحفاظ على تلك المبادئ وهو ما اوصلنا الى هذا الحال .

قبل عدة ايام خرج علينا السفير الايراني وقدم عرضا مغري جدا للاردن من خلال تزويد الاردن بالنفط مجانا لمدة ثلاثين عاما مقابل امورا لا تكلف الاردن كثيرا وان تم نفي هذا العرض من قبل ايران بعد يومين او اقل ولكن الرساله الايرانيه وصلت وبكل وضوح ورغم نفي العرض .

لقد رات ايران ان دول الخليج تخلت عن الاردن ولم تقدم لها المساعدات رغم ما يمر به الاردن من ظروف اقتصاديه صعبه ولقد ارادت ان تصطاد في الماء العكر وتكسب الاردن الى جانبها مستغلة ظرفنا الاقتصادي ورات ان في ذلك ضربة قاسيه لدول الخليج وانا واثقا جدا ان الهدف لم ولن يكون حبا في مساعدة الاردن التي طالما حذرت وتحذر من الامتداد الشيعي وسياساته واهدافه في الهيمنه على المنطقه وتشييعها بالكامل .

هذه رساله واضحه وضوح الشمس وعلى دول الخليج ان تعيها جيدا ، لا تتخلوا عن الاردن ولا تخسروه كي لا تخسروا انتم اولا ، الاردن له مواقفه المميزه معكم جميعا ولم يقصر يوما من الايام .

ولكي اكون صريحا جدا اعترف انني وكردة فعل لغضبي من موقف دول الخليج تجاه اردننا الحبيب في هذه الظروف قلت لما لا نتعامل حتى مع اشر الناس وان كان شيطانا وليس ايران في سبيل مصلحة بلدنا وانقاذه من ازمته الاقتصاديه ، دعنا نفتح ابوابنا لايران ودعهم يزورون كل الاماكن السياحيه والدينيه ودعنا نتبادل تجاريا مع ايران طالما انها ستقدم لنا ما نحتاج اليه رغم ان ذلك ضد مبادءنا التي اوصلتنا الى هذا الحال ، ولم تجلب لنا الا الخساره, دعنا نتساهل ولا نتشدد في الحفاظ على المبادئ في زمن اصبحت المبادئ لا وجود لها .

ساعدوا الاردن يا دول الخليج قبل ان تخسروا انتم ولا اقول يخسر الاردن لان الاردن سوف ينهض وينتعش بجهود ابناءه المخلصين ولكنه لن ينسى هذا الموقف منكم ابدا طالما حيي , وتذكروا ان الفوضى ان حدثت في الاردن في حادثه عندكم بلا محال وامنكم هو امن الاردن واستقراركم هو من استقراره , ولا تفتحوا الابواب لايران للمزايده عليكم وعلى مواقفكم . 

علموا ابناءنا حرق الاطارات

طالما اننا اصررنا على اقحام طلابنا وطالباتنا في الوضع السياسي في البلد وقد تناسينا الاولويات حيث ان الاولويه هي تربيتهم وتعليمهم وتزويدهم بالعلم والمعرفه وقد همشناها وجعلنا الاولويه هي مشاركتهم في الاضرابات والاحتجاجات وقد اصبحت اهم من التعلم والتعليم  عند البعض.

وطالما اننا اتخذنا هذا القرار والذي يصب في مصلحة الوطن والمواطن كما تقولون فلا بد ان نعلمهم على اساسيات هذا الواجب الوطني الذي يخدم الوطن وينعشه ويساهم في ازدهاره وتربية جيل يتقن الاضرابات والاحتجاحات وبكل كفاءه واقتدار رغم صغر اعمارهم .

ومن اساسيات اتقان هذا الواجب الوطني والذي ظهر جليا وواضحا خلال الاربعة ايام الماضيه ,اولها تعلم كيفية اشعال الاطارات في وسط الشوارع وخاصة الشوارع الرئيسيه ويفضل ان تكون تلك الشوارع التي تربط بين محافظتين حتى نقطع الطريق ونفصل المحافظات عن بعضها البعض ولا نسمح لمستخدم الطريق العائد الى بيته واهله من الوصول ونمنع المريض ان يصل الى المشفى.

وقد لا نكون مضطرين الى اعطاءهم دروسا اضافيه عن كيفية تكسير المحال التجاريه والسيارات والممتلكات العامه والخاصه كونهم سوف يتعلمونها من خلال اختلاطهم بمن سبقوهم في هذه المهنه او هذا النشاط الوطني .

وبهذا نكون قد صنعنا جيلا مميزا لم يصنعه احدا قبلنا وساهمنا في خدمة الاجيال اللاحقه وارحناهم من اعباء هذه المسؤوليه الوطنيه والتي سوف نكون قد انجزناها بكل كفاءه واقتدار بعيد عن مخافة الله وبعيد عن حساب الضمير .

انا اقول بان التعليم هو مهنه مقدسه ويجب ان لا تحرف عن مسارها اطلاقا , ان اقدس واجب يقوم به ألمعلم هو التعليم والتدريس كيف لا وهو يخرج الاجيال القادمه وصانعي التاريخ وحاملي المسؤوليه في المستقبل القريب ، طلابنا يجب ان يبقوا في مدارسهم يتلقون العلم وان لا نسمح لهم بالاختلاط بهذه الفئه التي قامت بالعبث بممتلكات الوطن ومؤسساته وباعمال التخريب والتكسير والنهب والسرقه حيث اصبح من الصعب علينا تمييز من هو المحتج بالطريقه السليمه ومن المتظاهر بطرق حضاريه وبين من شوه صورة هؤلاء المعترضين .

ولا بد من الحديث هنا عن الاضراب الذي دعت اليه نقابة المعلمين المحترمه وقد طالعنا الاخبار وعلمنا بان الاضراب قد فشل وان نسبة من نفذه لم تتجاوز ال 15% في المملكه , وقد علمت ان مدة الاضراب سوف تعتمد على التغذيه الراجعه من المحافظات اي تعتمد على ردة فعل المعلمين والطلاب والمواطنين على هذا الاضراب فان كانت سلبيه فسيتم توقفها والعوده الى الدوام.

اما وقد ظهر جليا بان دعوتكم قد فشلت ولم تجد الا القليل القليل الذين نفذوها, اما بات لزاما عليكم الاعتذار للشعب والدعوه الى وقف الاضراب فورا وتعويض ابناءنا الطلاب عن هذه الحصص التي اضيعتموها عليهم ومن وقتكم الخاص؟.

اليس المطلوب من هؤلاء الذين شكلوا هذه النسبه البسيطه ان يعتذروا لزملاءهم ولطلابهم وان يذهبوا الى مدارسهم غدا وعدم السماح لهكذا دعوات تضر بابناءنا ومستقبلهم ومستقبل وطننا الحبيب ؟.

اختتم مقالي هذا وانا على امل كبير ان ارى ان الاضراب قد تم انهاءه وبلا قرار لان مصلحة الوطن اكبر كثيرا من احترام قرارت نقابه ودعواتها .

حمى الله الوطن وعاش الاردن امنا مستقرا .

لنحرق وطننا ونعيش بحريه ورخاء

قبل عدة ايام كتبت مقال بعنوان - على الجميع ان يتحمل العجز في الموازنه - وبعيدا عن مسبباتها والاختلالات التي تسببت بها اقترحت ان على الحكومه البدء بنفسها اولا وتقليل النفقات العامه وتقييد حركة السيارات الحكوميه ومنع استخدامها لاغراض خاصه ، وقد سررت جدا بعد يومين او ثلاثه ايام ان قرر دولة رئيس الوزراء تكليف جهاز الامن العام بمراقبة حركة السيارات الحكوميه وحجز اي مركبه تخالف التعليمات او انها في واجب غير رسمي.

بالامس استمعت وشاهدت بكل اهتمام مقابلة الرئيس على شاشة التلفاز المحلي وقد اعلن عن نيته في اتخاذ قرارات نحن فعلا بامس الحاجه الى اتخاذها مثل الغاء بعض المؤسسات المتشابهه والتي وجدت اصلا من اجل ايجاد مناصب لبعض ذوي الذوات هذا بالاضافه الى دمج بعضها الاخر والغاء بعض الوزارات ودمجها في وزاره واحده وقد كان عدد الوزارات وعدد الوزراء لدينا امرا مثيرا للاستغراب وعدم قناعة المواطن العادي بان بلد صغير المساحه وتعداد سكانه لم يتجاوز الستة ملايين نسمه يوجد به ستة وعشرون وزيرا وقد غلبنا معظم دول العالم في تحطيم الرقم القياسي لعدد الوزراء الذي لم نكن يوما بحاجة الى هذا العدد المبالغ فيه.

على اية حال انا شخصيا رايت ان في هذه القرارات خطوات كثيره في الاتجاه الصحيح وخطوات سليمه في مسيرة الاصلاح واباركها وارجو ان تنفذ بحذافيرها وكما سمعتها من دولة الرئيس.

اعود الى الموضوع الاهم وهو تعديل او رفع الدعم عن المحروقات من اجل انقاذ الموازنه وقد قدم رئيس الوزراء شرحا كاملا ووافيا للوضع الاقتصادي في البلد وان فلسا واحدا لم يدخل الاردن كمساعدات من اي دولة عربيه هذا الغام وان حجم العجز وصل الى الحد الذي لايمكن ان يسكت عنه، اذا ما الحل ؟ هل نترك الامور على نظرية سارحه والرب راعيها ! ام ننتظر من حكومة نيكاراجوا ان تحل لنا مشكلتنا وتدعم الخزينه وتنقذ موازنتنا ؟.

تم اقرار رفع الدعم وما ان تم الاعلان عنه حتى تهافت التويتريون وغيرهم على التجييش والتحريض  على النزول للشوارع والداخليه الذي اتمنى على الحكومه ان تحوله الى بركة ماء بحيث لا يكون هناك اي مجال للوقوف تحته او حوله في القريب العاجل , والغريب ان من اشرس المحرضيين والمجيشين على النزول الى الشوارع والاحتجاج هم من خارج الوطن اي مغتربون واجزم ان بعضهم لم يدخل البلد منذ اكثر من ثلاثين سنه.

وهناك من تباهى بنقل قناة الجزيره مباشر للاحتجاجات والخطابات والشعارات المرفوضه التي اطلقها البعض ، وكان شيئا دفينا في صدره قد تم تحقيقه من خلال تغطية قناة الجزيره لهذه الاحتجاجات.

كل هذا قد يكون مقبولا ولكن ما حصل في بعض المناطق هي امور مخزيه وقبيحه جدا ولا يمكن ان تمثل خلق الاردنيين ، هل اطلاق العيارات الناريه واغلاق الشوراع وحرق الاطارات وحرق محطات الوقود هو الحريه التي تصيحون بها على مكبرات الاصوات حريه حريه ولا اسمح لنفسي بتكملة هذه العباره القبيحه ، هل الحريه هي اطلاق العيارات الناريه بشكل عشوائي على رجال الامن والاعتداء على الممتلكات العامه والخاصه واعاقة الماره واغلاق الطرق مما اضطر رجال الامن الى اجراء تحويلات لبعض الطرق وقد تسبب هذا بالكثير من الازعاج لكثيرا من المواطنين.

ثم ما علاقة الحريه برفع الاسعار انتم اجتمعتم وحشدتم الحشود للاحتجاج على رفع الاسعار فما علاقة الحريه بهذا الموضوع؟ وقد اخذ التغني بها اكثر من نصف وقت وقفتكم واحتجاجكم؟  ثم ان من سمع شعاراتكم بالامس تيقن بانكم قد تجاوزتم كل حدود الحريات وتعديتم عليها.

بعدما قرات الكثير من الاخبار على الكثير من المواقع الالكترونيه لما حدث ليلة الامس، فقد استنتجت ان امرا واحد فقط قد يرضينا وهو ان نحرق الوطن ونحرق ممتلكاته وان تعم الفوضى في كافة مدننا وقرانا، وفي هذه الحاله سوف ننعم بالحريه المطلقه والعيش الرغد وياكل القوي الضعيف ولا يسمح لنا الا ان نسمع اصحاب الاصوات العاليه والجعجعات الفارغه واصحاب الشعارات الكريهه المثيره للفتنه والتي يغذيها اشخاص عمت قلوبهم الكراهيه والحقد على هذا الوطن .

حمى الله الوطن وقائد الوطن ، وقاتل الله كل من اراد شرا بهذا الوطن.

على الجميع ان يتحمل العجز في الموازنه

الكل يدرك بان موازنتنا تعاني وتعاني كثيرا لا بل مرهقه من حجم العجز والجميع يتفق على ضرورة حل هذه المعضله الكبيره مواطنا عاديا كان ام مسؤولا كبيرا وان حل هذه المعضله لن يكون الا من خلالنا وبايدينا وان اعتمدنا على الاخر في حلها فلن تحل ابدا ان لم تسؤء اكثر فاكثر.

لقد تحمل المواطن كثيرا من خلال تحمله لرفع الاسعار في الفتره الماضيه وقد قبلنا بالوضع القائم وكيفنا انفسنا معه ومن كان لديه نظام للتدفئه قام بفكه وبيعه او تركه للصدأ حتى يتاكل ويهتري بسبب عدم قدرته على شراء الوقود لتشغيله .

نعم انه من الواجب علينا ان نتحمل تجاه وطننا وان نتحمل اكثر من طاقتنا ولكن بالمقابل يحق لي لا بل يجب على المسؤولين واصحاب الالقاب ان يكونوا مثالا لي ولغيري من المواطنين , يجب عليهم ان يقتصدوا في النفقات العامه واستغلال اموال الدوله بطرق غير مشروعه وابسط الامثله على ذلك عدم استغلال السيارات الحكوميه لاغراضهم الخاصه , فكيف لي ان اتقبل ان اتحمل كل هذه الزياده في الاسعار وما يدور الحديث عنه هذه الايام من رفع الدعم عن بعض المواد او كلها وانا ارى بام عيني ان المسؤول الفلاني يستغل السياره الحكوميه في خدمة اهل بيته ويستغلها ايام العطل الرسميه وما بعد ساعات الدوام الرسمي واقسم بانني رايت احدى السيارات الحكوميه ذات النمره الحمراء تحمل بعض الاثاث على سقفها وكانت الساعه تقارب الثانية عشر ليلا  ولسوء الحظ لم اتمكن من قراءة رقمها , اليس هذا هو الاستغلال بعينه؟ اليس هذا من اقل الامور التي تحصل وهو ما ارهق ويرهق الخزينه؟ .

نحن ندعم الجهود التي تسعى الى معالجة هذا الخطر وهذه المعضله الكبيره والتي اصبح لزاما على حكوماتنا ان تحلها وتتخلص من هذا الرقم الكبير في العجز , ونحن مستعدون لتحمل نصيبا من تكلفة الحل ولكن يجب على الحكومه في الوقت نفسه ان تبدا بنفسها وان تعلن عن برنامج تقشفي لنفسها مقنع لكل مواطن وان تطبقه فعليا وان لا يكون مجرد قرارات او اعلانات لا يطبق منها شيئا , وانا متاكدا تمام ان فعلت هذا فلن تجد معترضا على اية سياسه او قرار يصب في مصلحة الخزينه ومعالجتها الا من قبل من لا يريد ان يقتنع بشيء ومن قبل اصحاب النظره السوداويه المتشائمين المشككين في كل شيء , فهؤلاء لا يمثلون الشعب ولا يمثلون الا انفسهم ان مثلوها بحق.

نحن ندرك بان الامور لا تسير كما نريد وان حجم الدعم الذي كان يصلنا قد تضاءل ونحن ندرك ان مواقفنا الاردنيه الاصيله ندفع ثمنها وقد تكون بالاضافه الى الاسباب التي باتت معروفه لكل مواطن صغيرا او كبيرا قد تكون سببا في زيادة حجم هذه المشكله , ونعلم بان اردننا الحبيب مستهدف من قبل البعض ولا يريدون الا شرا له وبه وها هم يروجون الادعاءات والاكاذيب عن وطننا ليس الا بسبب مواقفنا العربيه الاصيله والتي ابت قيادتنا الهاشميه الحكيمه ان تغيرها مهما كلفنا الثمن .

حمى الله الاردن وقائد الاردن .